اخبار مصر

اخبار الرياضة

علوم و تكنولوجيا

    أجواء حزن وعنف في الأرجنتين ,, والاحتفالات تعم ألمانيا بالفوز بكأس العالم


    منتخب الماكينات كسر القاعدة وأصبح أول فريق أوروبي يفوز باللقب على أرض لاتينية

     
    ريودي جانيرو - برلين: «صحيفة النداء»
    استفاقت ألمانيا أمس على أصداء صيحات الفرح ودوي الألعاب النارية والمفرقعات وأبواق السيارات التي بقيت تتردد في الأذهان عاكسة البهجة العارمة التي عمت البلاد احتفاء بلقب رابع تاريخي لكأس العالم لكرة القدم، حققه المنتخب الألماني بعد الفوز في المباراة النهائية لمونديال البرازيل على الأرجنتين 1 - صفر في الوقت الإضافي.
    وقد تابع أكثر من 250 ألف شخص، مكتسين الألوان الوطنية السوداء والحمراء والذهبية المباراة في الهواء الطلق أمام بوابة براندنبورغ في قلب برلين، لينفجروا فرحة لدى تسجيل ماريو غوتزه هدف الفوز، قبل أن تنطلق الاحتفالات بعد سبع دقائق باللقب العالمي الرابع، والأول منذ توحيد ألمانيا في خريف 1990.
    ونجحت ألمانيا أخيرا من معانقة اللقب الذي عاندها لمدة 24 عاما، وتوجت به للمرة الرابعة في تاريخها بأفضل طريقة ممكنة في معقل «ماراكانا» بعد أن قهرت أكبر قوتين في أميركا اللاتينية، البرازيل بانتصار ساحق في قبل النهائي 7 / 1، ثم على الأرجنتين 1 - صفر بعد وقت إضافي في المباراة النهائية.
    وبلغت ألمانيا نصف النهائي في آخر مونديالين، على أرضها في 2006 وفي جنوب أفريقيا 2010، لذلك أصر قائدها فيليب لام قبيل نهائيات النسخة العشرين على أنه سئم الحلول ثالثا وقال: «لا أريد أن أخرج من نصف النهائي مجددا، أو أن أذهب إلى البرازيل من أجل حمام الشمس. هدفي واضح، تحقيق أكبر نجاح ممكن وإحراز كأس العالم». وقد نجح لام ورفاقه في منتخب الماكينات في تحقيق مبتغاهم وتوجوا باللقب عن جدارة واستحقاق لأن المنتخب الذي يسحق برتغال كريستيانو رونالدو (4 - صفر في الدور الأول) ثم يتخطى البطلة السابقة فرنسا (1 - صفر في ربع النهائي) قبل أن يذل البرازيل المضيفة ويلحق بها أسوأ هزيمة في تاريخ مشاركاتها في العرس الكروي العالمي (7 - 1 في نصف النهائي) ثم يتخطى أرجنتين ليونيل ميسي في النهائي يستحق اللقب والتقدير.
    ومنذ إحرازها لقبها الأول تحت مسمى ألمانيا الغربية في سويسرا 1954، ثم الثاني على أرضها في 1974 والثالث الأخير في 1990، لم تنتظر ألمانيا 24 عاما كما هذه المرة من دون تذوق طعم التتويج في الحدث العالمي، لدرجة أن بعض أعضاء الفريق على غرار الموهوب ماريو غوتزه، بطل المباراة النهائية، لم يكونوا قد أبصروا النور في 1990 عندما قاد لوثار ماتيوس تشكيلة المدرب فرانز بكنباور إلى اللقب.
    وبمجرد أن أطلق الحكم صافرة النهاية انتقل المشجعون من التصفيق الحاد إلى ترديد كلمات أغنية «نحن الأبطال» لفرقة «كوين» الشهيرة التي علت بصوت واحد في سماء برلين لترفع حرارة ليلة باردة في العاصمة الألمانية.
    وإضافة إلى المشجعين الذين غصت بهم شوارع العاصمة والمناطق الألمانية الأخرى، سجلت المباراة النهائية في مونديال البرازيل رقما قياسيا بعدد المشاهدين بلغ 34 مليون وستمائة وخمسين ألف مشاهد تسمروا أمام الشاشات لمتابعة إنجاز تاريخي جديد.
    أما الشوارع الألمانية فتزينت صباحا بعناوين التحية والمجد التي تصدرت صفحات الصحف اليومية أمس.
    وكتبت صحيفة «بيلد» الواسعة الانتشار فوق صورة احتلت صفحة بكاملها لماريو غوتزه: «1 - صفر، بطل العالم»، «ماريو الخارق».
    وأضافت الصحيفة التي كرست معظم أخبارها لفوز المنتخب الألماني باللقب، وتحت عنوان توجته بصورة على صفحة مزدوجة ضمت جميع أفراد المنتخب الألماني: «أنت أكبر الكبار»، و«مباراة تاريخية».
    وكتبت مجلة «كيكر» الرياضية بموقعها الإلكتروني: «أبطال العالم! هدف غوتزه الرائع يحسم المواجهة العصيبة».
    كما نشرت صحيفة «سودويتشه تسايتونج» صورة لفيليب لام يرفع الكأس بين زملائه السعداء. وكتبت في عنوانها «54 و74 و90 و2014 «في إشارة للسنوات التي أحرز فيها المنتخب الألماني ألقابه الأربعة ببطولات كأس العالم».
    ومن المتوقع أن يكون أكثر من 400 ألف شخص في انتظار اللاعبين الأبطال عند بوابة براندنبورغ التاريخية التي ترمز إلى الوحدة الألمانية، للاحتفال باللقب العالمي الرابع، عند عودة المنتخب من البرازيل اليوم.
    وكان الرئيس الألماني يواخيم جاوك والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد كالا المديح والإشادة باللاعبين، وصرح جاوك الذي حضر اللقاء في استاد «ماراكانا» قائلا: «كانت مباراة أعصاب. انتفضت وارتجفت وسألت نفسي: أين الفريق الذي فاز على البرازيل 7 / 1».
    وقال جاوك: «شعرت بانفعال وتعاطف شديدين مع الفريق، وكذلك فعلت المستشارة، كنا وسط موجة من الانفعالات»، قبل أن يضيف أن المنتخب الأرجنتيني «قاتل ببسالة».
    وأشاد جاوك بالتنظيم البرازيلي للمونديال وكذلك بالتشجيع البرازيلي للمنتخب الألماني رغم أنه كان من أطاح بالبلد المضيف من منافسات الدور قبل النهائي بفوز ساحق يوم الثلاثاء الماضي.
    وشاركت وسائل الإعلام العالمية في الإشادة بفوز المنتخب الألماني، وذكرت صحيفة «ليكيب» الفرنسية الرياضية «في النهاية، فازت ألمانيا» في إشارة ليس فقط إلى فوز الفريق بهدف في الدقيقة 113 وإنما أيضا لأن المنتخب الألماني وصل للمربع الذهبي في بطولتي كأس العالم 2006 بألمانيا و2010 بجنوب أفريقيا ولكنه لم يتوج باللقب قبل أن يحرز اللقب أخيرا في المونديال البرازيلي.
    وذكرت صحيفة «لا غازيتا ديلو سبورت» الإيطالية الرياضية أن المنتخب الألماني أحكم قبضته على الكأس العالمية كما أشارت إلى الهدف «الساحر» الحاسم الذي سجله البديل ماريو غوتزه.
    وأشادت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، في موقعها على الإنترنت، بالمدرب يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني والذي أنهى «السجل المظلم للمنتخبات الأوروبية في بطولات كأس العالم التي تقام بأميركا الجنوبية» وأصبح أول فريق أوروبي يتوج بكأس العالم في أي من دول الأميركتين.
    كما وصفت «بي بي سي» الفوز على الأرجنتين بأنه استكمال «لمرحلة الانتقال لمجموعة من اللاعبين الذين بزغ نجمهم في كرة القدم الألمانية خلال السنوات الماضية مثل حارس المرمى مانويل نيوير الفائز بجائزة القفاز الذهبي (لأفضل حارس مرمى في المونديال البرازيلي) ولاعب الوسط مسعود أوزيل والمدافع ماتس هوملز وقائد الفريق فيليب لام وتوماس مولر وتوني كروس وسامي خضيرة (الذي غاب عن المباراة النهائية للإصابة)».
    وحتى في الولايات المتحدة، اهتمت وسائل الإعلام بالفوز الألماني.
    وذكرت شبكة «سي إن إن»، في عنوان موقعها الإلكتروني، «المجد لألمانيا». وأوضحت صحيفة «نيويورك تايمز» في عنوانها «ألمانيا تقهر الأرجنتين لتتوج باللقب».
    وفي المقابل، كان عنوان صحيفة «لانس» أحد أبرز الصحف البرازيلية «أخبروني ما هو شعوركم الآن» مع نشر صورة للمنتخب الألماني وهو يحتفل بالفوز واللقب. من جهته أعرب لوف المدير الفني للمنتخب الألماني أن فريقه استحق التتويج باللقب لأنه قدم أفضل العروض على مدار البطولة.
    وأشاد لوف باللاعب فيليب لام قائد الفريق وزميله باستيان شفاينشتيغر وباقي اللاعبين في هذا الجيل الذهبي حيث لعب هؤلاء
    سويا على مدار نحو عشر سنوات واقتربوا كثيرا من التتويج في عدد من البطولات الكبيرة خلال هذه السنوات.
    ويعمل لوف مع المنتخب الألماني منذ 2004 حيث كان مساعدا للمدير الفني السابق يورغن كلينزمان حتى 2006 ثم تولى المسؤولية خلفا له.
    وأشرف لوف على جميع اللاعبين الكبار بالفريق منذ بداية مسيرتهم مع المنتخب ونجح معهم الآن في جني ثمار العمل الذي استمر على مدار عشر سنوات. وقال لوف: «بدأنا هذا المشروع قبل عشر سنوات وهذه هي نتيجة سنوات كثيرة من العمل بدأت تحت قيادة كلينزمان.. استطعنا تطوير مستوى أدائنا وأحرزنا تطورا مستمرا. كنا على ثقة في هذا وعملنا كثيرا، وإذا كان هناك من يستحق هذا فإنهم اللاعبون.. خلال عملي مع الفريق على مدار عشر سنوات، كانت هناك فترات إحباط لأننا قدمنا عروضا جيدة في البطولات».
    وأضاف: «أعتقد أننا أحرزنا اللقب عن استحقاق وجدارة لأننا قدمنا عروضا أفضل من باقي الفرق على مدار المباريات السبع التي خضناها في البطولة».
    وقال لوف إنه شعر بأن فريقه كان أفضل من المنتخب الأرجنتيني وأن المنافس كان مجهدا مع اقتراب المباراة من نهايتها، وأوضح: «رأيتم في المرحلة الأخيرة من المباراة وفي الوقت الإضافي أن المنتخب الأرجنتيني عانى أكثر وأكثر من الإجهاد وأن لدينا لاعبين مثل توماس مولر وأندريه شورله يمكنهما الانطلاق في العمق».
    وقال لوف إن غوتزه، الذي لعب في الدقيقة 88 بدلا من كلوزه: «لاعب معجزة وعجيب.. وأعرف أنه يستطيع دائما حسم أي مباراة».
    وأعرب لاعبو المنتخب الألماني عن سعادتهم البالغة بإحراز اللقب وأكدوا أن ذلك تتويج مجهود فريق بأكمله سواء لاعبين أو الطاقم التدريبي وكذلك الجماهير التي ساندت المنتخب على مدار سنوات طويلة.
    وقال شفاينشتيغر نجم خط الوسط: «إنه أسعد يوم في حياتي.. أحرزنا كأس بطولة غالية جدا. بذلنا كل ما بوسعنا لتحقيق هذا الحلم الكبير. في مونديال 2006، لعبنا بشكل جيد لكن تعرضنا للنقد اللاذع بعد تأهلنا للنهائي على ملعبنا، لكننا لم نيأس وواصلنا العمل وطورنا طريقة لعبنا حتى حصدنا النتيجة في المونديال البرازيلي».
    وأوضح غوتزه، مسجل هدف الفوز: «فرصة الهدف كانت سريعة للغاية. وضعت الكرة في الشباك ولم أصدق ما حدث في تلك اللحظة. كان إحساسا رائعا. لم أستوعب هذا بعد. وأعتقد أنه من الصعب على الفريق استيعاب هذه الفرحة في الوقت الراهن. نحتاج لبعض الوقت. الآن موعد الاحتفال والفرحة والاستمتاع».
    وأضاف: «لم تكن الأمور سهلة قبل أو خلال المونديال. كانت هناك إصابات ومباريات صعبة جدا. ولكننا سعداء بالكأس. أهدي هذه الكأس لكل الذين وقفوا بجانبي وساندوني».
    وقال المدافع غيروم بواتينغ: «أشعر بإجهاد بدني بعد مباراة من العيار الثقيل. ولكنني نفسيا، تغمرني السعادة. تمكنا من حمل هذا اللقب الغالي لألمانيا. كان لقاء صعبا جدا. الفريق الأرجنتيني، كما كان متوقعا، لعب بشكل قوي واندفاع بدني كبير وهجمات مرتدة خطيرة تمكنا من إيقافها لحسن الحظ. ولكني أعتقد أن اللياقة البدنية كانت تنقصهم في نهاية اللقاء».
    وأكد توماس مولر لاعب الوسط المهاجم بالفريق: «لا نستطيع استيعاب مدى حجم الإنجاز. شيء لا يصدق. إحساس رائع وغريب. أعتقد أننا نستحق هذا اللقب. لعبنا كفريق وفي كرة القدم نقول الفوز للفريق الأفضل. وهذه روح كرة القدم».
    وأضاف: «أنا سعيد لكل الفريق وكذلك للاعبين الذين لم يشاركوا كثيرا في هذا المونديال. لكننا فريق واحد. كنت أحاول منذ البداية اللقاء التركيز فقط على ما يحدث في الملعب وعدم الالتفات لما يحدث خارج الميدان».
    ورد مولر على سؤال عن اللحظة الفاصلة في المونديال، وقال: «ليست هناك لحظة فارقة بل هناك تطور في اللعب من لقاء لآخر. قلنا من البداية يجب أن نلعب كفريق. كان الجميع يقول لنا هذا واعتقدنا أنه يجب عليهم قول هذا كل مرة في بداية المونديال ولكن هذه المرة كانوا يقصدون ذلك تماما».
    حزن وعنف في الأرجنتين
    وعلى الطرف الآخر كان هناك مزيج من المشاعر عبر عنها الشارع الأرجنتيني بعد انهيار حلم الفوز بكأس العالم، حيث جمع بين الحزن على لقب مهدور والفرحة بمركز ثان والغضب الذي ترجم إلى أعمال شغب.
    وكان عشرات الآلاف من المشجعين تدفقوا إلى ساحة «بلازا دي لا ريبوبليكا» حيث مسلة بوينس آيرس التاريخية، وهو المكان الرمزي للاحتفالات الكبرى في الأرجنتين، ملوحين بعلم البلاد ومطلقين الألعاب النارية وهتافات تشيد بالنجم ليونيل ميسي ورفاقه. وعلى رغم الخسارة أمام ألمانيا وفقدان الحلم بلقب ثالث، استمر الشبان الأرجنتينيون بالاحتفال، وتسلق بعضهم أعمدة الإشارات الضوئية في الشوارع ورقص البعض الآخر على وقع الطبول.
    غير أن ساعات الفرح ومظاهر الاحتفال لم تمر على خير، بعدما قام عشرات المشجعين المتشددين المعروفين بتسمية «بارا برافاس» برمي الحجارة على شرطة مكافحة الشغب التي ردت بإطلاق أعيرة مطاطية والغاز المسيل للدموع ولجأت إلى خراطيم المياه لتفريقهم.
    واضطرت أسر برفقتها أولاد إلى اتخاذ مأوى في بعض المطاعم وردهات الفنادق المجاورة هربا من المواجهات ومن الغاز المسيل للدموع الذي ملأ المنطقة.
    وقد عمد المشاغبون إلى تكسير واجهات المحال التجارية ومحطات انتظار الحافلات، إضافة إلى إشعالهم النيران في مستوعبات النفايات ومحاولاتهم المتكررة لاستفزاز الشرطة، مما أسفر عن جرح ثمانية عناصر من الشرطة في مقابل توقيف 50 شخصا، بحسب ما أفادت تقارير إعلامية.
    ورغم الشعور بالأسى للخسارة هنأت الرئيسة الأرجنتينية كريستينا فيرنانديز دي كريشنر منتخب بلادها بحصوله على المركز الثاني وقامت بمهاتفة للمدير الفني أليخاندرو سابيلا وقالت له: «جميع الشعب الأرجنتيني فخور بفريقك».
    وأعربت عن تقديرها للأداء الذي قدمه منتخب البلاد في كأس العالم، وأنها ستستقبل الفريق في مقر الحكومة بعد وصولة لتقديم الشكر وتكريم اللاعبين.
    من جهته أشار سابيلا إلى أن لاعبه ليونيل ميسي استحق الفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في البطولة، وأنه يمكن مقارنته بعظماء اللعبة مثل الأسطورتين البرازيلي بيليه والأرجنتيني دييغو مارادونا.
    وقال سابيلا: «أعتقد أنه استحق الجائزة لأنه قدم بطولة استثنائية، كان عنصرا جوهريا في أداء الفريق ونجحنا في الوصول إلى نهاية الطريق».
    وتولى سابيلا (59 عاما) تدريب المنتخب الأرجنتيني قبل ثلاث سنوات، وأشار مدير أعماله إلى أنه يرغب في الرحيل عن تدريب الفريق بعد المونديال البرازيلي ولكن الاتحاد الأرجنتيني للعبة يبدو راغبا في استمراره.
    وقال سابيلا: «لا يمكنني التحدث عن المستقبل.. المستقبل بالنسبة لي الآن هو أن أكون مع اللاعبين ومع الناس ومع الطاقم التدريبي ومع عائلتي وأن أحصل على قسط من الراحة».
    ووسط شعور بالحزن أشار ميسي إلى أن منتخب بلاده كان يستحق أكثر مما تحقق في البطولة. وألقى ميسي باللوم في عدم كفاءة الهجوم الأرجنتيني في هذه المباراة النهائية على «الحظ العاثر». وقال: «لم نكن محظوظين. لم نعرف كيف نحسم المباراة. بشكل عملي، سنحت لنا جميعا (كمهاجمين) بعض الفرص ولكننا لم نستطع استغلالها».
    وقال خافيير ماسكيرانو، زميل ميسي في برشلونة والمنتخب الأرجنتيني، «إنها لطمة قوية للغاية.. سيظل هذا الجرح للأبد لأن اللقب كان في متناول أيدينا ولكنه تبخر».
    * «سوبر ماريو»
    فرض ماريو غوتزه نفسه بطلا قوميا بإحرازه الهدف الذي قاد منتخب ألمانيا إلى لقب بطل العالم للمرة الأولى منذ 1990 والرابعة في تاريخه.غوتزه البالغ من العمر 22 عاما الذي كان يجلس على مقاعد الاحتياط في ثلاث من أصل سبع مباريات خاضتها بلاده في مونديال البرازيل بعدما قرر المدرب يواكيم لوف الاعتماد على خبرة
    المخضرم ميروسلاف كلوزه دخل بديلا قبل
    دقيقتين على نهاية الوقت الأصلي في موقعة النهائي ضد الأرجنتين ليسجل هدف الفوز لبلاده في الدقيقة 113 وليهتف الجمهور الألماني باسمه «سوبرماريو».
    * «لوف في قائمة العظماء»
    نجح المدرب يواكيم لوف (54 عاما) في أن تكون مشاركته الثالثة في العرس العالمي ثابتة وقاد ألمانيا إلى اللقب العالمي الرابع في تاريخها.عمل لوف مساعدا لمواطنه يورغن كلينزمان في المونديال الذي استضافته ألمانيا عام 2006 وحلت فيه ثالثة ثم تولى بعده قيادة الإدارة الفنية ليخوض البطولة الثانية بمفرده في جنوب أفريقيا قبل أربعة أعوام لكن المشوار توقف مجددا عند حاجز دور الأربعة على يد إسبانيا التي توجت باللقب لاحقا.لكن لوف حقق الإنجاز الأبرز في النسخة الحالية وقاد الماكينات إلى اللقب بعد تخطي الأرجنتين بهدف .يملك لوف سجلا رائعا مع منتخب بلاده حيث حقق 70 فوزا في 102 مباراة دولية مقابل 17 تعادلا و15 هزيمة في ثماني سنوات.

    حفل بالمفاجآت والمتناقضات والأرقام القياسية مونديال البرازيل 2014


    من إبداع رودريغيز إلى عضة سواريز وصولا لإنجاز كلوزه

     
    لندن - ريو دي جانيرو: «صحيفة النداء»
    حفل مونديال البرازيل 2014 بالمفاجآت والإبداعات والأرقام القياسية، وأيضا بأحداث غريبة فارقه وإخفاقات ستظل خالدة في صفحات التاريخ، فمن بزوغ نجم الكولومبي جيمس رودريغيز، إلى عضة الأوروغواياني لويس سواريز، والفوز الكاسح لألمانيا على البلد المضيف في الدور نصف النهائي (1/7)، وتتويج المخضرم ميروسلاف كلوزه بلقب هداف كأس العالم على مر العصور بعدما رفع رصيده إلى 16 هدفا.
    * أفضل اللحظات
    * جيمس رودريغيز: بكى الكولومبيون كثيرا عندما علموا أن الإصابة ستحرم نجمهم راداميل فالكاو من المشاركة مع المنتخب في نهائيات مونديال 2014، وذلك لأنهم لم يحسبوا حسابا للاعب اسمه رودريغيز. فلم يحسب أحد حسابا لصانع ألعاب موناكو الفرنسي الذي فرض نفسه «أجمل» اكتشاف في نهائيات النسخة العشرين التي أحرز لقب الهداف فيها برصيد 6 أهداف، حتى بعد خروج بلاده من الدور ربع النهائي على يد البرازيل (2/1).
    كان رودريغيز الذي احتفل بميلاده الثالث والعشرين يوم السبت المفاجأة السارة جدا في هذه النهائيات بسبب ما قدمه من لمحات مميزة لعل أبرزها الهدف الرائع الذي سجله في مرمى الأوروغواي (2/صفر) خلال الدور الثاني عندما وصلته الكرة عند حدود المنطقة فسيطر عليها بصدره بطريقة موجهة قبل أن يطلقها طائرة في شباك فيرناندو موسليرا. وكسب النجم الذي بات مطلوبا في ريال مدريد الإسباني تعاطف العالم بأسره بعد أن بكى طويلا إثر خسارة بلاده أمام البرازيل، مما دفع ديفيد لويز وداني ألفيش إلى مواساته والطلب من الجمهور البرازيلي التصفيق له تقديرا لما قدمه في هذه

    * كلوزه الهداف التاريخي

    * منح هدف سجله المخضرم ميروسلاف كلوزه من مسافة قريبة في مرمى البرازيل في الدقيقة 23 من مباراة الدور قبل النهائي المهاجم الألماني لقب هداف كاس العالم على مر العصور برصيد 16 هدفا، وتساوى المهاجم البالغ من العمر 36 عاما مع رونالدو مهاجم البرازيل السابق برصيد 15 هدفا، عندما هز الشباك في تعادل ألمانيا 2/2 مع غانا في دور المجموعات.

    وباعتباره أفضل هداف في ألمانيا في جيله شارك كلوزه في كأس العالم أربع مرات، وسجل 71 هدفا في 136 مباراة مع منتخب بلاده. وسجل كلوزه خمسة أهداف في مونديال 2002 الذي جرى بكوريا الجنوبية واليابان، لينال وصافة قائمة هدافي البطولة، قبل أن ينتزع لقب الهداف في مونديال 2006 بألمانيا الذي شهد تسجيله لخمسة أهداف أيضا، قبل أن يضيف أربعة أهداف أخرى في المونديال الماضي بجنوب أفريقيا عام 2010، وهدفين آخرين في المونديال البرازيلي.

    وقال كلوزه المولود في بولندا بعد هذا الإنجاز «ميروسلاف كلوزه أصبح في نادي الستة عشر والجميع مرحب بهم هنا».

    * تألق حراس المرمى

    * لم يحظ حراس المرمى في كأس العالم باهتمام مماثل لذلك الذي نالوه في مونديال البرازيل 2014. ولا نتحدث هنا عن تصدرهم للعناوين على طريقة الألماني هارالد شوماخر وحادثته الشهيرة مع الفرنسي باتريك باتيستون عام 1982، بل إن تعملقهم في الذود عن مرماهم هو الذي جعلهم حديث الصحافة والجمهور، على غرار المكسيكي غييرمو أوشوا والنيجيري فينسنت إينياما والهولندي تيم كرول والأميركي تيم هاورد والكوستاريكي كايلور نافاس والأرجنتيني سيرخيو روميرو والألماني مانويل نيوير الذين خطفوا الأضواء من المهاجمين. وتمت تسمية نافاس وروميرو ونوير لجائزة القفاز الذهبي قبل أن يحرزها الأخير بعد تتويج ألمانيا. وحالة روميرو فريدة من نوعها، إذ إنه لم يلعب سوى تسع مباريات مع فريقه موناكو الفرنسي في جميع المسابقات خلال الموسم الماضي، لكنه فرض نفسه أحد نجوم النهائيات خصوصا بعدما قاد بلاده إلى النهائي للمرة الأولى منذ 1990 بصده ركلتين ترجيحيتين أمام هولندا في دور الأربعة.

    * الكولومبي بينتو يقلع بمنتخب كوستاريكا

    * أثبت الكولومبي خورخي لويس بينتو أنه أحد أفضل المدربين في النهائيات، بعدما قاد كوستاريكا لأول مرة في تاريخها إلى ربع النهائي، حيث خسرت أمام هولندا بركلات الترجيح. وقال ابن الحادية والستين «خلال المونديال الحالي قمنا بأمور جميلة. كثيرون لم يؤمنوا بنا، لكنهم اكتشفوا أن بمقدورنا القيام بأمور جيدة، وخرجنا دون هزيمة».

    واعتبر كثيرون أن منتخب كوستاريكا سيكون جسر عبور لثلاثة منتخبات توجت سابقا بطلة للعالم بعد أن أوقعته القرعة في مجموعة الموت، لكن المنتخب القادم من وسط أميركا قلب الطاولة على رأس الجميع، ففاز على الأوروغواي 1/3 في مستهل مشواره، قبل أن يسقط إيطاليا المتوجة أربع مرات 1/صفر، ثم فرض التعادل على إنجلترا صفر/صفر، ليتصدر مجموعته ويبلغ الدور الثاني للمرة الثانية بعد 1990. وما من

    * 9.25 من عشرة للتنظيم.. ورقم قياسي للتهديف

    * أشاد السويسري جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بـ«كأس العالم الاستثنائية للغاية» في البرازيل، وأعطى الدولة المضيفة 9.25 من عشرة، أي أفضل من الـ9 من عشرة التي أعطاها لمونديال جنوب أفريقيا قبل أربعة أعوام. وقال بلاتر «لقد أجرينا حساباتنا من أصل 10 درجات ومنحنا البرازيل 9.25».

    وشدد بلاتر على أنه سيغادر البرازيل وهو «رجل سعيد» بعد أن شاهد «كرة قدم رائعة» خلال البطولة، ممتدحا «القوة والعاطفة» في المباريات. كما امتدح بلاتر اللعب النظيف في كأس العالم، مشيرا إلى وقوع حالات قليلة من الإصابات.

    وكان هناك 177 بطاقة صفراء وعشر بطاقات حمراء، وهو أقل عدد من الإنذارات مع زيادة عدد فرق المونديال إلى 32 منتخبا بدءا من مونديال فرنسا 1998. ولم يشأ بلاتر أن يقارن مونديال البرازيل بأي بطولة سابقة، لكنه أكد أن النسخة الأخيرة من كأس العالم كانت استثنائية، وأن سقف التوقعات سيكون مرتفعا جدا في مونديال 2018.

    وشهدت نسخة مونديال البرازيل حضور ثلاثة ملايين و429 ألفا و873 مشجعا للمباريات، بمتوسط 53 ألفا و592 مشجعا للمباراة الواحدة، وتم تسجيل 171 هدفا خلال البطولة لتتم معادلة الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في مونديال فرنسا 1998. وسجلت ألمانيا بطلة العالم أكبر معدل من الأهداف برصيد 18 هدفا، بينما استقبلت شباك البرازيل أكبر معدل من الأهداف برصيد 17 هدفا.

    * هدف غوتسه يعيده

    * خاض ماريو غوتسه، لاعب وسط بايرن ميونيخ، بطولة محبطة مع ألمانيا، وتم استبعاده من التشكيلة الأساسية في المراحل الأخيرة، لكن كل ذلك تغير بعدما شارك كبديل في النهائي ضد الأرجنتين.

    وفي الدقيقة 113، وبينما النتيجة تشير للتعادل من دون أهداف، ولاحت ركلات الترجيح في الأفق عقب مباراة متوترة أضاع فيها الفريقان العديد من الفرص الخطيرة، تلقى لاعب الوسط المبدع البالغ من العمر 22 عاما كرة عرضية من أندريه شورله، وسيطر غوتسه على الكرة بصدره وسددها ببراعة في شباك حارس الأرجنتين سيرغيو روميرو، ليمنح فريقه الفوز ويدون اسمه في سجلات كرة القدم العالمية.

    * أسوأ اللحظات

    * عضة سواريز: تقمص الأوروغواياني لويس سواريز شخصية «دراكولا».. عاد مجددا لمسلسل العض، وهذه المرة على كتف المدافع الإيطالي جورجيو كيلليني في أشهر لقطة في المونديال. عضة ثالثة لسواريز أوقفته 9 مباريات ومنعته عن أي نشاط كروي لأربعة أشهر، أما الثمن الأغلى فكان اضطرار منتخب بلاده لإكمال البطولة دونه مما تسبب في خسارته مباراته التالية أمام كولومبيا (صفر/2) في الدور الثاني والخروج من البطولة. اللافت أن الحكم المكسيكي ماركو رودريغيز لم يشاهد الحادثة فأطلق بعدها دييغو غودين رصاصة الرحمة في المرمى الإيطالي.

    ولا يختلف اثنان على أن الأوروغواياني سواريز هو من أفضل اللاعبين في العالم حاليا، لكن هذا اللاعب يعاني من مشكلة «العض» لدرجة إطلاق الجماهير عليه اسم «دراكولا». ومشكلة سواريز أنها لم تكن المرة الأولى التي يقوم بها بعض أحد منافسيه، لأنه ارتكب «هاتريك» من العضات في مسيرته حتى الآن. وكانت عضته الأولى في صفوف أياكس أمستردام الهولندي، وكان الضحية اللاعب المغربي الأصل عثمان بقال من أيندهوفن، وأوقفه الاتحاد المحلي سبع مباريات عام 2010. أما الثانية فكانت في صفوف ليفربول عندما عض مدافع تشيلسي الصربي برانيسلاف إيفانوفيتش فأوقفه الاتحاد الإنجليزي الموسم الماضي 10 مباريات، بينها خمس في مطلع الموسم الحالي.

    * إصابة نيمار

    * عول البرازيليون كثيرا على نجمهم نيمار في الفوز باللقب العالمي وهم متفائلون بحظوظهم خصوصا أن مدربهم الحالي هو لويز فيليبي سكولاري الذي قادهم إلى اللقب الخامس والأخير عام 2002، لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي سفن فريق السامبا، عندما تلقى نيمار ضربة قاسية جدا من الكولومبي خوان زنيغا، قبل ثوان معدودة من احتفاله بالتأهل إلى نصف النهائي بفوزه على كولومبيا 1/2.

    سقط نيمار أرضا على عشب ملعب «استاديو كاستيلاو»، وسقطت معه أحلام بلد بأكمله حتى قبل خوض الموقعة النارية مع الألمان. خرج نجم برشلونة بخطاب مؤثر بعد أن ثبتت إصابته بكسر في العمود الفقري، وحاول حس زملائه على إكمال «الحلم» بإحراز اللقب، لكنهم تلقوا أسوأ هزيمة لهم في تاريخ النهائيات على يد الألمان (7/1) في نصف النهائي، وتبخر بذلك حلم نيمار و200 مليون برازيلي في إحراز اللقب.

    * إخفاق رونالدو

    * عانى كريستيانو رونالدو (حامل لقب أفضل لاعب في العالم) ورفاقه في المنتخب البرتغالي خيبة أمل كبيرة بعدما انتهى مشوار «برازيليو أوروبا» عند الدور الأول الذي استهلوه بهزيمة مذلة أمام ألمانيا (صفر/4) ثم تعادلوا بشق الأنفس أمام الولايات المتحدة (2/2) قبل أن يحققوا فوزهم الوحيد على غانا (1/2) دون أن يجنبهم ذلك خيبة الخروج من الباب الصغير. انتهاء المغامرة البرتغالية في الدور الأول كرس عقدة رونالدو في البطولات الدولية الكبرى حيث لم يرتق إلى مستوى طموحات جماهيره التي ترى أنه لم يقدم جزءا صغيرا من التألق الذي يظهره على صعيد الأندية إن كان مع فريقه السابق مانشستر يونايتد أو الحالي ريال مدريد الذي توج معه قبل أسابيع معدودة بلقبه الثاني في دوري أبطال أوروبا.

    فشل رونالدو في الدخول في نادي لاعبين كسبوا معركة الأندية وتعملقوا أيضا مع منتخبات بلادهم مثل الفرنسي زين الدين زيدان الذي توج بطلا للعالم عام 1998 بعد أن تألق في صفوف فريقيه الكبيرين يوفنتوس الإيطالي وريال مدريد، والهولندي الطائر يوهان كرويف الذي ألهب ملاعب ألمانيا الغربية في مونديال 1974 قبل أن يخونه الحظ في النهائي أمام البلد المضيف، وخرج مجددا وهو يجر خلفه ذيل الخيبة التي اختبرها في 2010 أيضا.

    * نهاية محرجة لكاسياس

    * بعد أن أصبح الحارس إيكر كاسياس القائد الأكثر رفعا للكؤوس في الأعوام الأخيرة بإحرازه ألقاب كأس أوروبا 2008 و2012 وكأس العالم 2010، وجد حارس عرين ريال مدريد نفسه في موقف لا يحسد عليه في مستهل حملة بلاده بمواجهة آريين روبن ورفاقه في المنتخب الهولندي ولعب دورا في الهزيمة النكراء التي مني بها أبطال العالم (5/1) الذين تزعزعت ثقتهم بأنفسهم بعد هذا السقوط المدوي مما تسبب في خسارتهم مباراتهم التالية ضد تشيلي (صفر/2) وكان ذلك نهاية مشوار «سان إيكر» مع المنتخب الوطني ونهاية مشوار الماتادور في العرس الكروي رغم فوزه بمباراته الأخيرة الهامشية.

    * سبع تفاحات فاسدة

    * *سقطت الكاميرون أمام كرواتيا (صفر/4)، لكن الهزيمة لا تعني شيئا أمام مشهد العراك بين لاعبين كاميرونيين الذي يظل من أسوأ الحوادث بالمونديال. ووجه بينوا إسو إيكوتو ضربة بالرأس إلى زميله بنجامين موكاندجو.. وكان ألكسندر سونغ طرد قبل ذلك بقليل بعدما اعتدى على المهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش بشكل قاس من دون كرة، ليجري إيقافه من قبل الفيفا لثلاث مباريات.

    لم تقف الحسرة الكاميرونية على المشهد السيئ للاعبين بل تلقى الاتحاد الكاميروني إخطارا بأن هناك مزاعم بتورط بعض اللاعبين في قضايا رشى. وتم تكليف لجنة الأخلاق بالاتحاد الكاميروني بفتح تحقيق في «مزاعم الرشى ووجود (سبع تفاحات فاسدة) في المنتخب الوطني». وأتى ذلك بعدما كانت تحدثت مجلة «دير شبيغل» الألمانية عن حصول تلاعب في مباراة الكاميرون وكرواتيا، وحددت المجلة مصدر الخبر وهو السنغافوري ولسون راج بيرومال الموقوف أخيرا في فنلندا قبل تسليمه إلى المجر، أحد أكبر رؤوس التلاعب في العالم، إذ جزم الأخير قبل انطلاق المواجهة بانتهائها لمصلحة كرواتيا (4/صفر) وبطرد أحد اللاعبين الكاميرونيين في الشوط الأول، وبالفعل هذا ما حصل.

    * مفاجآت وأرقام قياسية

    * انهيار السامبا: من كان يتصور أن تسجل ألمانيا أربعة أهداف في مرمى البرازيل المضيفة في غضون ست دقائق في الشوط الأول من نصف النهائي، وتنهي اللقاء بانتصار ساحق بسباعية مقابل هدف واحد؟

    سيذكر تاريخ كأس العالم هذه الدقائق التي أسهمت في فوز ساحق لألمانيا هو الأقسى في تاريخ البرازيل، ومن الصعب الإشارة إلى لحظة حاسمة ومحورية في المباراة حيث جاء الهدف تلو الآخر في مرمى فريق منهار، لكن ربما كانت أهم لحظة حين سجل توني كروس بقدمه اليسرى ليضع ألمانيا في المقدمة 3/صفر في الدقيقة 24، وهو ما أثار الرعب في الجماهير الحاضرة وملايين البرازيليين الذين تابعوا المباراة في كل أنحاء البلاد.

    وأقر مدرب البرازيل لويز فيليبي سكولاري بأن هذه الهزيمة جلبت العار له وستظل تطارده طوال حياته.


    * نهاية حقبة للماتادور

    * لم يشهد تاريخ بطولات كأس العالم خروجا مهينا لحامل اللقب مثلما حدث للماتادور الإسباني في المونديال البرازيلي.

    وودع المنتخب الإسباني المونديال من الدور الأول بعد خسارة قاسية أمام هولندا 5/1، وأخرى صفر/2 أمام تشيلسي، ولم يكن ينفع الفوز المعنوي على أستراليا في ختام دور المجوعات. وأكدت بطولة البرازيل أن «حقبة الأبطال» الإسبان الذين سيطروا أوروبيا وعالميا لمدة ثماني سنوات قد وصلت إلى نهايتها بعد أن توجت بكأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، إضافة إلى لقب الكأس الأوروبية مرتين متتاليتين.

    وكانت الصحف الإسبانية قد نعت الخروج وأبرز ما كتب كان من «ماركا» الرياضية: «نهاية رهيبة لأكثر الحقب مجدا»، «وداعا للسنوات الذهبية».

    وأشار الناقد الرياضي الشهير ماركا سانتياغو سيغورولا إلى أنها «نهاية جيل ممتاز وبداية حقبة جديدة.. الجيل الجديد سيكون عليه استعادة الهيبة الإسبانية المفقودة بشكل فجائي».


    * كرول يحول المسار

    * كان المدرب الهولندي لويس فان غال من أبرز نجوم المونديال، لتغيير خططه وأساليبه الذكية، لكن ما حصل في مباراة كوستاريكا في ربع النهائي رفع من شهرته التدريبية. لم يستخدم تبديلاته الثلاثة وزج بالحارس البديل تيم كرول قبل ركلات الترجيح، رغم صده ركلتين فقط من أصل 20 في الدوري الإنجليزي حيث يحترف مع نيوكاسل. لعب العامل النفسي دوره فصد كرول كرتي رويز واومانيا ليخرج بطلا للمباراة بعد دخوله بدلا من سيليسن الممتعض. لم يكن يعرف سيليسن أنه سيستبدل في ركلات الترجيح لكن بعد الفوز اعتذر وتابع مشاركته أمام الأرجنتين في نصف النهائي لكنه لم ينجح في القيام بأي صدة أمام ميسي ورفاقه.


    * تألق فرق الكونكاكاف وأميركا اللاتينية

    * أكدت أحداث البطولة مدى استفادة منتخبات أميركا الجنوبية من إقامة البطولة بقارتهم حيث كان المنتخب الإكوادوري هو الوحيد من ستة ممثلين لهذه القارة الذي ودع المونديال من الدور الأول بينما عبرت منتخبات البرازيل والأرجنتين وتشيلي وكولومبيا وأوروغواي دور المجموعات إلى دور الستة عشر.

    وسارت منتخبات اتحاد كونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) على نهج منتخبات أميركا الجنوبية حيث شق المنتخب الكوستاريكي طريقه بنجاح هائل إلى دور الثمانية الذي كاد يفجر فيه المفاجأة الكبرى على حساب الطاحونة الهولندية ولكن مغامرة الفريق انتهت عبر ركلات الترجيح. وكان المنتخب المكسيكي أيضا متقدما 1/صفر على الطاحونة الهولندية حتى الدقيقة 88 في دور الستة عشر قبل أن يخسر في الوقت القاتل.

    كما حقق حارس المرمى الأميركي تيم هاورد رقما قياسيا جديدا في مباريات كأس العالم من خلال تصديه لـ15 فرصة خطيرة خلال المباراة أمام بلجيكا في دور الستة عشر.


    * مليون مشجع في استقبال منتخب ألمانيا بطل العالم

    * احتشد نحو مليون مشجع ألماني لاستقبال منتخب بلادهم المتوج بكأس العالم لكرة القدم بعد عودته إلى برلين أمس. ورفع المشجعون لافتات كتب عليها «نحن أبطال العالم» وذلك بعدما فاز الفريق باللقب للمرة الرابعة إثر فوزه على الأرجنتين 1/صفر في النهائي مساء الأحد.وانطلقت احتفالات مئات الآلاف من المشجعين في برلين، حيث اصطفت الجماهير في قلب العاصمة بمحاذاة طريق حافلة الفريق لتحيتهم، ورقص اللاعبون عند بوابة براندنبورغ الشهيرة وارتدوا قمصانا سوداء عليها الرقم 1، وألقوا الكرات للجماهير.

    دفاع قاده إلى النهائي.. لأرجنتين: وهجوم عجز عن الفوز باللقب العالمي الثالث


    الألمان يشيدون بأداء وصيفهم وصموده المذهل.. وأنصار التانغو متفائلون بشأن مستقبل منتخبهم

     
    لندن: «صحيفة النداء»
    رغم هزيمته في المباراة النهائية للبطولة، لم تستطع خيبة الأمل التي شعر بها المنتخب الأرجنتيني وأنصاره التغطية على الإنجاز الذي حققه الفريق في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، حيث حقق الفريق في هذه البطولة أكثر مما كان متوقعا. وفشل المنتخب الأرجنتيني (راقصو التانغو) في الفوز بلقبه العالمي الثالث، لكن الهدف الذي سجله الألماني ماريو غوتزه في مرمى المنتخب الأرجنتيني بالوقت الإضافي لم يكن كافيا ليخفي حقيقة مهمة وهي أن المونديال البرازيلي شهد تأهل التانغو الأرجنتيني إلى المربع الذهبي للمرة الأولى في بطولات كأس العالم منذ 24 عاما.

    وكان المنتخب الأرجنتيني في طريقه إلى تسديد ركلات الترجيح في المباراة النهائية للبطولة على استاد «ماراكانا» الأسطوري بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، لكن غوتزه سجل هدف الفوز 1/صفر لألمانيا في الدقيقة 113، قبل سبع دقائق فقط من انتهاء الوقت الإضافي للمباراة. ورغم خيبة الأمل الكبيرة التي وضحت على راقصي التانغو وأنصارهم، أعاد المونديال البرازيلي جزءا كبيرا من كبرياء الكرة الأرجنتينية. وبدأ المنتخب الأرجنتيني المونديال كفريق يعتمد على لاعب واحد هو المهاجم الشهير ليونيل ميسي لكنه أنهى مسيرته في البطولة كفريق متماسك صلد، وكان الأمل هو أن ينجح ميسي أو زميلاه المهاجمان غونزالو هيغوين وسيرخيو أغويرو في هز الشباك لاستكمال العمل الرائع لخط الدفاع المتميز بالفريق.

    وأحرز منتخب الأرجنتين ثاني لقبيه في بطولات كأس العالم خلال مونديال 1986 بالفوز 2/3 على نظيره الألماني في المباراة النهائية، لكن آخر مشاركة للتانغو في نهائي المونديال كانت في النسخة التالية عام 1990 بإيطاليا وانتهت بفوز المنتخب الألماني على نظيره الأرجنتيني 1/صفر. وفي النسختين الماضيتين عامي 2006 بألمانيا و2010 بجنوب أفريقيا، خسر المنتخب الأرجنتيني أمام نظيره الألماني في دور الثمانية للبطولة. وخسر التانغو مجددا أمام «المانشافت» في نهائي المونديال البرازيلي الأحد الماضي، بعدما أهدر ميسي وزملاؤه العديد من الفرص الجيدة التي سنحت للفريق الأرجنتيني. لكن التقييم الإجمالي للمشاركة الأرجنتينية في المونديال البرازيلي يبدو إيجابيا بشكل كبير.

    وقال سيرخيو روميرو (27 عاما)، حارس مرمى الفريق، الذي يستطيع مثل زميله ليونيل ميسي (27 عاما) قائد المنتخب الأرجنتيني المشاركة في بطولة كأس العالم القادمة عام 2018 في روسيا «كان هدفنا إعادة بلدنا إلى الصفحات الأولى لكرة القدم العالمية. أعتقد أننا حققنا هذا، ويمكننا الاستمرار في تحقيق هدفنا». وتعرض روميرو لانتقادات عنيفة بعدما ظل على مقاعد البدلاء في فريقه موناكو الفرنسي على مدار الموسم الماضي، لكنه رد الجميل إلى مدربه أليخاندرو سابيلا المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني على الثقة به حيث قدم روميرو عروضا رائعة في المونديال البرازيلي. وعانى الدفاع الأرجنتيني من اهتزاز المستوى وعدم الاستقرار على مدار سنوات قبل مشاركة الفريق في المونديال البرازيلي، واستمر هذا أيضا خلال مباريات الفريق بمجموعته في الدور الأول للمونديال، لكن سابيلا وجد الحل أخيرا من خلال الدفع بالثنائي إيزكويل غاراي ومارتن ديميكيليس في مركزي قلب الدفاع، علما بأن ديميكيليس كان مستبعدا من صفوف الفريق لسنوات وحتى قبل بدء المونديال البرازيلي بفترة قصيرة للغاية. وتخلى سابيلا عن تمسكه باللاعب فيرناندو غاغو في وسط الملعب وأشرك مكانه لوكاس بيغليا إلى جوار خافيير ماسكيرانو. كما أدى إنزو بيريز بشكل جيد منذ أن بدأ مشاركاته مع الفريق في دور الثمانية بعد إصابة أنخيل دي ماريا.

    وبهذا أثبت سابيلا ودفاع الفريق أنهما على قدر المستوى والتحدي. لكن رباعي الهجوم القوي ميسي ودي ماريا وأغويرو وهيغوين لم يكونوا بنفس المستوى المتوقع منهم باستثناء دي ماريا الذي غاب عن صفوف الفريق في قبل النهائي والنهائي.

    وكان تراجع أداء ميسي وأغويرو وهيغوين عن المتوقع منهم سببا في فشل التانغو في الفوز بلقبه العالمي الثالث. ورغم هذا، أصبح المونديال البرازيلي بمثابة قاعدة صلبة يستطيع التانغو الأرجنتيني البناء فوقها، حيث اكتسب الفريق ثقة كبيرة من مشاركته في هذه البطولة واجتاز العديد من العقبات، كما تطور مستوى الفريق على المستوى الجماعي وعاد إلى ارتباطه الوثيق بالجماهير التي حرصت على تشجيعه بحرارة في المدرجات أو خارج الملاعب.

    ولم يستطع ميسي إخفاء شعوره بخيبة الأمل بعد خسارة فريقه المباراة النهائية لبطولة كأس العالم. وقال ميسي خلال استقبال الرئيسة الأرجنتينية كريستينا فرنانديز كيرشنر لمنتخب البلاد في مقر اتحاد الكرة الأرجنتيني «كنا نود الفوز ببطولة كأس العالم.. لقد بذلنا كل ما في وسعنا لكننا لم نتمكن من تحقيق هذا الهدف.. سعينا إلى إسعاد جماهير البلاد.. نأمل أن نستمر في إسعادهم». وأضاف الساحر الأرجنتيني الفائز بلقب أفضل لاعب في المونديال والحائز على جائزة الكرة الذهبية «لقد أصبحنا فريقا رائعا وأكثر قوة من ذي قبل.. أود أن أشكر الجماهير على هذا الاستقبال.. أشكركم على المساندة».

    لكن المشكلة التي تلوح في الأفق أن مستقبل سابيلا مع الفريق يبدو مهددا حيث قال وكيل المدرب إن سابيلا سيترك تدريب الفريق بعد المونديال لأنها «نهاية دورة»، لكن سابيلا لم يؤكد هذا بعد انتهاء المباراة النهائية للمونديال. وقال سابيلا «الآن، سأحصل على الراحة. لن أقول أي شيء لأنه ليس لدي ما أقوله». وبزغ اسم خيراردو مارتينو، المدير الفني السابق لبرشلونة الإسباني، كمرشح بارز لخلافة سابيلا في تدريب التانغو، لكن العمل تحت قيادة مدرب جديد قد يدفع الفريق اضطراريا إلى بعض التغييرات والتعديلات. واعترف أغويرو «إذا رحل سابيلا عن تدريب الفريق، ستكون صدمة مزدوجة».

    وبعد شهور من الأداء المتواضع في صفوف برشلونة، ودع ميسي المونديال البرازيلي أيضا دون الفوز باللقب الكبير الوحيد الغائب عن مسيرته الكروية الرائعة والحافلة بالإنجازات، وهو ما أكده اللاعب نفسه رغم فوزه بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في المونديال البرازيلي. واعترف ميسي «حتى الآن، لا أبالي كثيرا بالجائزة. أردت فقط رفع كأس البطولة». وقد يحصل ميسي على فرصة أخرى بعد أربع سنوات من خلال المونديال المقبل عام 2018 في روسيا. لكنه حتى الآن، ما زال متأخرا بخطوة في قائمة عظماء اللعبة خلف مواطنه دييغو مارادونا الذي قاد المنتخب الأرجنتيني للفوز بلقب مونديال 1986 بالمكسيك وبلقب الوصيف في المونديال التالي عام 1990 بإيطاليا.

    من جانبه، أشاد الألماني فرانز بيكنباور، الفائز بلقب بطولة كأس العالم مع منتخب بلاده كلاعب ومدرب، «بالصمود المذهل» الذي أبداه المنتخب الأرجنتيني أمام ألمانيا في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2014. وقال بيكنباور «كل التقدير للمنتخب الأرجنتيني رغم الهزيمة.. لقد خاضوا مباراة صعبة أمام المنتخب الهولندي امتدت إلى الوقت الإضافي ثم إلى ركلات الترجيح، بالإضافة إلى أنهم لم يتمتعوا بالوقت الكافي للتعافي حتى المباراة النهائية (يوم أقل عن المنتخب الألماني).. الأرجنتينيون أبدوا كفاحا رهيبا أمام ألمانيا». واعترف القيصر بأنه كان يخشى ألا تتمكن ألمانيا من الفوز باللقب وهو ما كان سيعتبر «انتكاسة قوية» بعد الفوز الكاسح الذي حققه منتخب الماكينات (1/7) على نظيره البرازيلي في الدور قبل النهائي من البطولة. وأكد بيكنباور الذي قاد المنتخب الألماني للفوز بكأس العالم عام 1990 عقب تغلبه على المنتخب الأرجنتيني بهدف نظيف في المباراة النهائية أن ألمانيا استحقت عن جدارة التتويج باللقب العالمي.

    من جهته، يعتقد الأرجنتيني سيزار لويس مينوتي، المدير الفني الفائز بلقب كأس العالم عام 1978 مع منتخب بلاده، أن ألمانيا استحقت التتويج بلقب بطولة كأس العالم 2014. وقال مينوتي في مقاله الحصري لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) «لقد فاز الأفضل، لكن على الأرجنتينيين أن يشعروا بالرضا لكونهم بذلوا مجهودا كبيرا وكانوا منافسين حقيقيين». وأرجع المدير الفني المخضرم الإنجاز الذي حققه المنتخب الألماني إلى فكرة «تطوير المستوى الفني مع مرور الوقت». واختتم مينوتي، الذي تولى الإدارة الفنية للمنتخب المكسيكي ونادي برشلونة الإسباني والعديد من الفرق الأخرى، قائلا «أرحب بالبطل الجديد للعالم، لكن ما يؤلمني هو أنه أصبح كذلك على حساب الأرجنتين».

    كشف وزير داخلية المغرب: 1122 مغربيا يقاتلون مع «داعش»


    الثلاثاء 18 شهر رمضان 1435 هـ - 16 يوليو 2014 مـ , الساعة: 22:48 رقم العدد [13014]
    وزير الداخلية المغربي يلقي كلمته عن المقاتلين المغاربة في صفوف «داعش» خلال الجلسة العامة لمجلس النواب أمس (تصوير مصطفى حبيس)
    الرباط: صحيقة النداء
    كشف محمد حصاد، وزير الداخلية المغربي، أمس أن عدد المغاربة الذي ذهبوا للقتال في سوريا والعراق وصل إلى 1122 شخصا، يضاف إليهم المغاربة الذين ذهبوا من أوروبا، ويقدر عددهم بما بين 1500 و2000 مقاتل. وأشار حصاد إلى أن أكثر من مائتي مغربي قتلوا هناك، وأن إمكانية تعرض هؤلاء المقاتلين للموت تتجاوز نسبة 30 في المائة.
    وقال حصاد، الذي كان يتحدث أمس في الجلسة العامة لمجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) ردا على أسئلة النواب حول التهديدات الإرهابية التي تتعرض إليها البلاد، إن 128 من المقاتلين المغاربة عادوا إلى وطنهم، ويجري التحقيق معهم بعد أن ألقي القبض عليهم جميعا.
    وتعد هذه المرة الأولى التي تقدم فيه إحصاءات رسمية بشأن عدد المقاتلين المغاربة في العراق وسوريا. وأوضح الوزير المغربي أن عددا كبيرا من المقاتلين المغاربة يتولون مراكز قيادية في هذه التنظيمات المتطرفة، ولا يخفون نيتهم تنفيذ مخطط إرهابي لاستهداف المغرب، لأن عددا كبيرا منهم لم يكن ينشد القتال إلى جانب العراقيين والسوريين، بل التدريب هناك واكتساب الخبرة الكافية.
    وسرد حصاد المواقع القيادية التي يشغلها المغاربة في تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) دون ذكر أسمائهم، وهي منصب أمير عسكري بمنطقة إدلب، وقاض شرعي في الدولة (بمثابة وزير العدل)، وأمير اللجنة المالية (وزارة المالية)، وأمير منطقة جبل تركمان (محافظ)، وأمير للحدود الترابية (وزير الداخلية)، ثم عضو اللجنة الإعلامية المكلف بالإعلام، وهو المنصب الذي يشغله إلياس المجاطي، ابن فتيحة المجاطي أرملة كريم المجاطي عضو تنظيم القاعدة، الذي قتل في السعودية عام 2005.
    ولاحظ حصاد أن هناك إقبالا كبيرا للمغاربة المجندين في صفوف هذه التنظيمات على تنفيذ العمليات الانتحارية، وقال إن أكثر من 20 مغربيا نفذوا عمليات انتحارية، مضيفا أن المعلومات المتوافرة تفيد بلجوء عدد من الإرهابيين في المشرق إلى اتخاذ خطوات عملية للتنسيق مع المجموعات الإرهابية التي تنشط بدول شمال أفريقيا من أجل تنفيذ عملياتها في المغرب، واستشهد على ذلك بوجود تسجيلات صوتية على الإنترنت للمقاتلين المغاربة في «داعش»، يتوعدون فيها بشن هجمات على البلاد، ويخصون شخصيات عامة بالتهديد المباشر. وأضاف أن المعلومات المتوافرة تفيد بامتلاكهم قائمة تضم أسماء هذه الشخصيات، في إشارة إلى شريط الفيديو الذي هدد فيه هؤلاء المقاتلون بعض شيوخ السلفية المغاربة المعارضين للدولة الإسلامية وللقتال بجانبها، بينهم الشيخ عمر الحدوشي.
    وقال حصاد إن وجود مقاتلين أوروبيين، من أصل مغربي، في هذه التنظيمات يعد أمرا مقلقا جدا، لأن هذه التنظيمات تستطيع إرسال هؤلاء المغاربة الذين يتوفرون على جوازات سفر أوروبية أو أميركية ويدخلون المغرب من دون تأشيرة.
    وسرد وزير الداخلية الإجراءات العامة التي اتخذتها بلاده للتصدي للتهديدات الإرهابية، دون الإفصاح عن تفاصيلها، حتى لا يسهل على الإرهابيين التحايل عليها أو استغلالها. وقال حصاد إن التهديد الإرهابي لا يمكن القضاء عليه في شهر أو شهرين، بل يتطلب سنتين أو أربع سنوات، وهو ما دفع السلطات العمومية إلى بلورة استراتيجية أعطيت أهمية قصوى فيها للعمل الاستخباراتي، والتنسيق بين كل المصالح المتدخلة في هذا الميدان، سواء على المستوى المركزي والمحلي أو خارج البلاد، بالإضافة إلى بلورة سياسة استباقية تمثلت في تفكيك خلايا إرهابية كانت توجد في المراحل الأخيرة لتنفيذ عملياتها، مؤكدا أن وزارة الداخلية تتوفر على مخطط متكامل يخص كل مستوى من مستويات اليقظة، ويتضمن التنسيق بين مختلف المصالح الأمنية، ويحدد بدقة مهمة كل مصلحة على مستوى الوقاية والتدخل، وتشديد مراقبة المطارات والموانئ، وحراسة الحدود الشرقية.
    وسجل وزير الداخلية المغربي أن المجهودات التي تبذلها المصالح الأمنية من أجل التصدي للمحاولات التي تستهدف أمن البلاد تعترضها سلوكات بعض الجمعيات و«الكيانات الداخلية» التي لم يسمها، تعمل تحت غطاء الدفاع عن حقوق الإنسان، ولا تتوانى عن توجيه اتهامات لهذه المصالح بارتكاب سلوكات لا أساس لها من الصحة، مثل الاختطاف والتعذيب والاعتقال التعسفي، وقال إن هدفها إضعاف حرص قوات الأمن والتأثير على معنوياتها، وضرب مصداقية عملها، وزرع نوع من التشكيك في الإجراءات المتخذة. وأضاف «هذا السلوك يندرج في إطار حملة مدروسة تخدم مصالح أجندات معينة للمس بمعنويات الأجهزة الأمنية، حيث يجري إعداد ملفات وتقارير مغلوطة في سعي إلى دفع بعض المنظمات الدولية إلى اتخاذ موافق معادية لمصالح المغرب بما فيها الموقف من قضية الوحدة الترابية للبلاد».
    وأضاف حصاد أن هذه الجمعيات تحظى بدعم مالي كبير وعدد من المنافع التي تتلقاها من جهات خارجية، لم يكشف عنها، مستغلة جو الانفتاح الذي ينعم به المغرب وهامش الحريات، وقال إن هذه المحولات لن تثني السلطات عن استكمال المسار الديمقراطي الحقوقي الذي تمضي فيه البلاد.
    وأوضح حصاد أن إعلان الدولة الإسلامية شكل تحولا نوعيا على مستوى التهديد الإرهابي الموجه إلى الكثير من دول العالم، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرا إلى أن خطورة هذا التهديد تكمن في كون المشروع الذي يحمله تنظيم الدولة الإسلامية يستهدف كل دول العالم الإسلامي، وهي استراتيجية بدأ تنفيذها في سوريا، ثم انتقلت إلى العراق، ويخطط التنظيم الآن إلى الاستيلاء على بعض الدول المجاورة.
    وقال الوزير المغربي إن ما يثير التخوف هو تزايد عدد المقاتلين الملتحقين بالتنظيم، لا سيما الحاملين لجنسيات عربية - أوروبية، ناهيك عن الخطر الذي يشكله وجود مجموعات مسلحة في بعض دول شمال أفريقيا، مثل مالي وليبيا وبصفة أقل الجزائر والصحراء بصفة عامة، تتقاسم مع هذا التنظيم نفس الأهداف، الأمر الذي يؤزم الوضع ويدعو إلى توخي الحيطة والحذر أكثر، حسب قوله.
    واستعرض وزير الداخلية الإجراءات التي اتخذتها عدد من الدول العربية والأجنبية، للتأكيد على أن الخطر لا يتهدد المغرب وحده. وقال إن حكومة فرنسا قدمت قبل أيام مشروع قانون يتعلق بسن تدابير تتعلق بمحاربة الإرهاب، تشمل المنع الإداري لمغادرة البلاد لتفادي الالتحاق ببؤر التوتر، بالإضافة إلى تعقب من يطلقون عليهم «الذئاب المنفردة»، أي الأشخاص الفرديون الذين ينفذون عمليات إرهابية من دون الانتماء إلى أي تنظيم، ثم تعزيز أساليب مكافحة الترويج والإشادة بالإرهاب في شبكة الإنترنت.
    وفي السعودية، قال حصاد إنه جرى الإعلان عن حالة الإنذار القصوى في صفوف القوات المسلحة، وتجنيد أكثر من 30 ألف عسكري على مستوى الحدود مع العراق لتعويض النقص الحاصل بعد انسحاب القوات العراقية، كما أن هناك دراسة لإقامة جدار إلكتروني في الحدود مع العراق، أسوة بما قام به المغرب في الحدود مع الجزائر.
    أما في بريطانيا، يضيف حصاد، فتقرر سحب الجنسية من الذين قرروا الذهاب إلى سوريا، كما قررت الحكومة مراقبة شبكة الإنترنت لإغلاق كل المواقع الإلكترونية التي يحتمل أن يخدم محتواها الخلايا الإرهابية، وكذا رفض جوازات السفر لمن قرروا السفر إلى سوريا والعراق. أما الولايات المتحدة فقررت تقوية تعزيزاتها الأمنية في المطارات ومراقبة المسافرين إليها.
    وأوضح وزير الداخلية المغربي أنه خلال لقاء جمع 28 من وزراء الداخلية الأوروبيين، نظم في السابع من يوليو (تموز) الحالي، جرى الاتفاق على إجراءات تقنية من أجل تطوير أجهزة كشف وتعقب المقاتلين في سوريا والعراق، وتعزيز نظام المعلومات يسمح للدول الأعضاء بتبادل المعلومات حول الأشخاص الذين يشكلون خطرا على الأمن الداخلي.

    تفاصيل عشر ساعات مثيرة تكشف في مطار طرابلس


    الحكومة الليبية تدرس طلب قوات دولية لحماية المواطنين

    عناصر من ثوار الزنتان يحرسون مداخل مطار طرابلس أمس (رويترز)
    القاهرة: «صحيفة النداء»
    روى مسؤول ليبي لـ«صحيفة النداء» تفاصيل القتال الذي دار قبل يومين ولمدة عشر ساعات تقريبا في محيط العاصمة الليبية طرابلس، بين ميليشيات مسلحة تابعة لجماعات إسلامية وأخرى محسوبة على التيار الليبرالي.
    وكشف المصدر، الذي طلب من «صحيفة النداء»عدم كشف هويته لحساسية وضعه الأمني، النقاب عن أن عدد المهاجمين بلغ نحو 1500 مقاتل، وما بين 200 إلى 300 آلية وعربة عسكرية، في مواجهة قوات تابعة لألوية المدني والقعقاع والصواعق، وكتيبة حماية المطار، والتي لم يصل تعدادها جميعا وقت الهجوم الذي تم مساء الأحد إلى الألف مقاتل، إلا أنهم كانوا مسلحين بشكل جيد ولديهم دراية وخبرة واحترافية عالية.
    وأضاف «الهجوم كان متوقعا، لكن القوة المتصدية لم تكن بحجم القوى المهاجمة، وتم تحشيد أكثر من 200 آلية عسكرية ونحو 1500 مقاتل من مدن وبلدات نالوت وزوارة والزاوية ومصراتة وككلة وغريان وجنزور للهجوم على مطار طرابلس الدولي ومقرات ألوية المدني والقعقاع والصواعق المتمركزة جنوب العاصمة طرابلس. ولفت إلى أن الموعد المعلن عنه لانطلاق هدا العملية كان في العشرين من شهر رمضان للتمويه على الموعد الحقيقي للتجهيز للعملية، والذي كان معدا من فترة وفق خطة محكمة كانت تقتضي بافتعال بعض المشاكل بين وحدات تابعة لألوية القعقاع والصواعق ووحدات أخرى تنتمي للجماعات الإسلامية.
    وقال إن بعض المواقع القريبة من المطار ومقرات المعسكرات المستهدفة اختيرت لتكون مواقع لإخفاء الأسلحة وتمركز المقاتلين الذين تسللوا إلى ضواحي العاصمة في فترات سابقة لموعد الهجوم لإعطاء مزيد من التطمينات للألوية المستهدفة، لافتا إلى أن قيادات القوات المهاجمة كانت حريصة في المقابل على اللقاء بهم وإعطائهم العهود والمواثيق بأن الحل سيكون سلميا.
    وفي فجر يوم الأحد الماضي انطلقت العملية العسكرية التي سميت باسم «فجر ليبيا» أو «قسورة»، يقودها صلاح بادي وعدد من أمراء الكتائب التابعة لدرع الوسطى ودرع الغربية والقوة الوطنية المتحركة والقوة الرابعة وفرسان جنزور، إضافة إلى غرفة عمليات ثوار ليبيا التي يقودها عضو تنظيم القاعدة شعبان هدية الملقب بـ«أبي عبيدة الزاوي»، والذي اعتقلته السلطات المصرية في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي مما أثار مشكلة دبلوماسية بين ليبيا ومصر.
    وطبقا لرواية المصدر، فقد بدأت العملية بمهاجمة مطار طرابلس من ثلاثة محاور، أحدها المحور الشمالي ويتقدمه عبد الغني الكلي أحد قيادات اللجنة الأمنية العليا، والمحور الشرقي ويتقدمه صلاح بادي أو «قسورة» كما أطلق على نفسه، على رأس قوة مكونة من كتائب المرسى وحطين التابعة لقوات درع الوسطى. وأضاف «الهجوم على المطار كان مباغتا والقوة المتمركزة بالمطار لم تكن بذلك الحجم الذي يمكنها من التصدي حيث لم يتجاوز عدد أفرادها الخمسين مقاتلا مقابل عدد أكثر من 300 شخص كانوا في صفوف المهاجمين، إلا أن عامل الخبرة القتالية والأرض المفتوحة أسهم بشكل كبير في دحر القوات المتقدمة على المحورين الشرقي والجنوبي وطردها إلى مسافة أكثر من 10 كيلومترات وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح، حيث وصل عدد القتلى في صفوفهم إلى نحو 25 شخصا من بينهم آمر إحدى الكتائب المهاجمة والتي لجأت إلى استعمال القصف بالجراد والهاون لتأمين انسحابها ومنع كتيبة حماية المطار من مطاردتهم. وقد تسبب القصف العشوائي الذي وقع على منشآت المطار في أضرار جسيمة بالعديد من وحدات المطار.
    وأوضح أن الهجوم على المطار وانسحاب القوة المهاجمة بدأ في تمام الساعة السادسة صباحا، وانتهى بحلول العاشرة، حيث تمكنت كتيبة أمن المطار من استعادة توازنها وسيطرتها على الوضع. وتابع «في تمام الساعة التاسعة صباحا ومع ازدياد الخسائر في صفوف القوى المهاجمة للمطار، تحركت قوات تابعة لما يعرف بغرفة عمليات ثوار ليبيا وبإسناد من القوة الوطنية المتحركة وكتيبة فرسان جنزور ودرع الغربية، بقوة إجمالية تقدر بنحو من 800 إلى 900 فرد وعدد أكثر من 100 آلية عسكرية متنوعة، للهجوم على معسكر اللواء الأول مشاة أو ما يعرف بلواء القعقاع عبر استغلال ضعف التحصينات الخلفية للمعسكر وكونه محاطا بمزارع تجعل عملية التسلل إليه أكثر سهولة».
    وبالفعل تمكنت القوة المهاجمة من مباغتة الموجودين بالمعسكر وتم تركيز قوة نيرانية كثيفة جدا حيث استُعملت في الهجوم المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون وراجمات الصواريخ، واستُعملت كذلك بعض السيارات المفخخة لتفجير أسوار ومداخل المعسكر. واستمرت المعركة لنحو خمس ساعات تمكنت خلالها قوات اللواء الأول من دحر المجموعات المعتدية وذلك بفضل الحرفية العسكرية والدعم الذي توالى وصوله تباعا من قوات تابعة لمدينة الزنتان ومدن أخرى أعلن فيها نداء النفير العام.
    وتابع «تكبدت المجموعات المهاجمة أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى كونها مجموعات غير نظامية، وقدر إجمالي ضحاياها بنحو 150 ما بين قتيل وجريح، وما يلفت الانتباه أن من قادوا العملية وأغلبهم ينتمون للتيار الإسلامي تبنوا في هجومهم الخطة التقليدية التي يتم استعمالها غالبا من قبل الجماعات الإسلامية للسيطرة على المعسكرات والمنشآت الحيوية، وهي خطة مشابهة لما حصل عند انطلاقة الثورة في ليبيا قبل ثلاث سنوات، أو كما حصل في مصر والعراق من مهاجمة لمعسكرات الجيش، وتقضي بالهجوم بقوة وفي حركة خاطفة واستعمال كثافة نيرانية تفوق ما هو موجود لدى القوات المتمركزة بهذه المعسكرات.
    وخلص المصدر إلى القول إن الإعلام لعب دورا مهما في حسم المعركة، حيث سوقت قناة «النبأ» التي يقال إنها مملوكة للقيادي بالجماعة الليبية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج للعملية على أنها عملية وطنية تقودها قوة أطلقت عليها قوة أمن واستقرار ليبيا، في حين أن القوات التي كانت على الأرض وفق ما نقله شهود عيان كانت قوات غير نظامية تقودها قيادات إسلامية وقوامها شباب يتم التغرير به بدعاوى الحرب على الكفار ونصرة الدين وما إلى ذلك، كما كان للإعلام دوره المهم أيضا في حشد الإمدادات اللازمة لدعم القوات الموجودة في معسكرات القعقاع والصواعق والمدني.

    دخل الجيش العراقي لتكريت بعد السحور وانسحب منها قبل الفطور

    الجبوري رئيسا للبرلمان وقيادي في حزب المالكي نائبا أول له

    صورة التقطت بكاميرا الهاتف الجوال تظهر عنصرا في «داعش» عند تقاطع طرق وسط الموصل أمس (أ.ب)

    بغداد: {صحيفة النداء}
    اضطرت القوات العراقية التي شنت عملية عسكرية كبرى صباح أمس لاستعادة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين (170 كيلومترا شمال بغداد)، إلى الانسحاب بعد سيطرتها مؤقتا على مناطق جنوبية من المدينة.
    وقال ضابط في الشرطة: «انسحبت القوات العراقية من مدينة تكريت وعادت إلى مناطق تجمعها على بعد نحو عشرة كيلومترات من جنوب المدينة بعد معارك ضارية مع المسلحين فيها». وذكر من جهته مصدر عسكري رفيع المستوى أن «القوات العراقية انسحبت مع بدء حلول الليل حتى لا تتعرض لخسائر، لكنها ستعود لتدخل المدينة». وأكد شهود عيان في تكريت انسحاب القوات العراقية وعودتها إلى مقر الفرقة الرابعة في الجيش الواقع خارج تكريت (160 كلم شمال بغداد) من جهة الجنوب.
    وأعلن أحمد الجبوري، محافظ صلاح الدين، أن القطعات العسكرية العراقية بدأت أمس «عملية جس نبض» للجماعات المسلحة وبالذات تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) داخل مدينة تكريت، مركز المحافظة (170 كيلومترا شمال بغداد)، وأنها «لم تجد مقاومة كبيرة، الأمر الذي جعلها تتقدم باتجاه مركز المدينة».
    وقال الجبوري في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات العراقية الموجودة في أطراف تكريت كانت تنتظر طوال الفترة الماضية وصول الإمدادات العسكرية الكافية التي تمكنها من استعادة السيطرة على تكريت، لكن هذه الإمدادات لم تصل كاملة، غير أنه وفي إطار عملية جس نبض استباقية فقد تمكنت القطعات الموجودة من تحرير منطقة العوجة الجديدة والملاصقة للمستشفى العام في المدينة ومن ثم تطهير مبنى أكاديمية الشرطة الذي لا يبعد عن مبنى المحافظة سوى 150 مترا».
    وردا على سؤال بشأن ما إذا كان مبنى المحافظة سيكون جاهزا للعمل بعد الإعلان عن تطهيره استنادا إلى ما أعلنته وزارة الدفاع، قال الجبوري إن «مبنى المحافظة لم يكن فيه أحد أصلا، بل إنه منذ فترة شبه خال من المسلحين، ولكن أن يكون جاهزا للعمل أم لا فهذا يتطلب أولا إكمال تطهير الأحياء القريبة منه والعملية الآن مستمرة في هذا الاتجاه، كما يتطلب، وهذا هو الأهم، وصول قطعات جديدة غير القطعات التي تتولى الآن عملية التطهير تتولى عملية مسك الأرض لأنه في حال لم يجر مسك الأرض فإن كل الاحتمالات تبقى مفتوحة، لا سيما أن مسلحي (داعش) انسحبوا الآن بطريقة تبدو وكأنها بلا مقاومة إلى منطقة البوعزيزي شرق تكريت، وهو ما يتطلب استمرار الحذر في حال لم تصل الإمدادات الكافية التي تؤمن كل المحافظة لفترة من الوقت حتى تتمكن القوات الموجودة فيها والشرطة المحلية من مزاولة عملها الطبيعي وبدء الحياة اليومية».
    وبشأن أحداث الضلوعية الواقعة على بعد 90 كيلومترا شمال بغداد التي استولى عليها المسلحون في الأيام القليلة الماضية، قال الجبوري إن «قضاء الضلوعية يتكون من ثلاث قبائل كبيرة، وهم الخزرج والجبور والبوجواري، وما حصل أن قبائل الجبور والخزرج لم يتمكن المسلحون من الوصول إليها لكنهم تعرضوا لقبيلة البوجواري لكن الأخيرة انتفضت عليهم من جديد وتم تطهير كل الضلوعية أيضا». وبشأن عمليات النزوح التي شهدتها تكريت، قال الجبوري: «شهدت تكريت وبعض أطرافها عمليات نزوح كبيرة حيث بلغ عدد النازحين نحو نصف مليون مواطن وهو الأكبر في تاريخها».
    من جهته أكد الشيخ عبد الوهاب السالم، أحد شيوخ تكريت، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «معظم أهالي تكريت نزحوا بسبب الخوف الذي سيطر على الجميع أول الأمر ومن ثم بسبب النقص الحاد في الخدمات، إذ لا توجد حياة أصلا»، مشيرا إلى أن «المسلحين لم يحاولوا فرض نمط معين من الحياة على المدينة لأنهم لم يقدموا البديل الذي يمكن أن يجعل أهالي المدينة ينظرون إليهم من زاوية مختلفة». وأوضح السالم أن «الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء بيد الحكومة وقد قطعتها عن المدينة، كما أن السيولة المالية بيدها وقد جرى قطع الرواتب، وبالتالي فإن من تبقى من أهالي المدينة و(داعش) باتوا في وضع لا يحسدون عليه لأنهم لا يملكون القدرة على تسيير البنية التحتية للمدينة التي يحتاج إليها الناس لتمشية أمورهم اليومية».
    وكانت وزارة الدفاع العراقية أعلنت في بيان أمس أنها أطلقت عمليات «السيف البتار» لاستعادة تكريت، مضيفة «أن قواتنا المسلحة معززة بالدبابات وطيران الجيش والقوة الجوية هاجمت الدواعش من عدة محاور». وأكد البيان أن «قواتنا البطلة قامت برفع العلم العراقي فوق القصور الرئاسية ولا تزال قواتنا مستمرة في تطهير ما تبقى من مدينة تكريت وملاحقة الهاربين من الدواعش».
    يذكر أن تنظيم داعش الذي تحول إلى «الدولة الإسلامية» كان قد سيطر في 11 يونيو (حزيران) الماضي على مدينة تكريت بعد سيطرته على أجزاء من محافظة صلاح الدين وبعد يوم واحد من سيطرته في على مدينة الموصل (400 كم شمال بغداد).

    تسعى حماس لرعاية قطرية وتركية للمبادرة المصرية

    حماس لرعاية قطرية وتركية للمبادرة المصرية

    كيري يمنح القاهرة مزيدا من الوقت و«يتريث» في زيارتها

    طفلان فلسطينيان على دراجة هوائية أمس أمام مركز للشرطة كان قيد البناء لكن دمره القصف الإسرائيلي على غزة (رويترز)

    القاهرة: «صحيفة النداء»
    روى مسؤول ليبي لـ«صحيفة النداء» تفاصيل القتال الذي دار قبل يومين ولمدة عشر ساعات تقريبا في محيط العاصمة الليبية طرابلس، بين ميليشيات مسلحة تابعة لجماعات إسلامية وأخرى محسوبة على التيار الليبرالي.
    وكشف المصدر، الذي طلب من «الشرق الأوسط» عدم كشف هويته لحساسية وضعه الأمني، النقاب عن أن عدد المهاجمين بلغ نحو 1500 مقاتل، وما بين 200 إلى 300 آلية وعربة عسكرية، في مواجهة قوات تابعة لألوية المدني والقعقاع والصواعق، وكتيبة حماية المطار، والتي لم يصل تعدادها جميعا وقت الهجوم الذي تم مساء الأحد إلى الألف مقاتل، إلا أنهم كانوا مسلحين بشكل جيد ولديهم دراية وخبرة واحترافية عالية.
    وأضاف «الهجوم كان متوقعا، لكن القوة المتصدية لم تكن بحجم القوى المهاجمة، وتم تحشيد أكثر من 200 آلية عسكرية ونحو 1500 مقاتل من مدن وبلدات نالوت وزوارة والزاوية ومصراتة وككلة وغريان وجنزور للهجوم على مطار طرابلس الدولي ومقرات ألوية المدني والقعقاع والصواعق المتمركزة جنوب العاصمة طرابلس. ولفت إلى أن الموعد المعلن عنه لانطلاق هدا العملية كان في العشرين من شهر رمضان للتمويه على الموعد الحقيقي للتجهيز للعملية، والذي كان معدا من فترة وفق خطة محكمة كانت تقتضي بافتعال بعض المشاكل بين وحدات تابعة لألوية القعقاع والصواعق ووحدات أخرى تنتمي للجماعات الإسلامية.
    وقال إن بعض المواقع القريبة من المطار ومقرات المعسكرات المستهدفة اختيرت لتكون مواقع لإخفاء الأسلحة وتمركز المقاتلين الذين تسللوا إلى ضواحي العاصمة في فترات سابقة لموعد الهجوم لإعطاء مزيد من التطمينات للألوية المستهدفة، لافتا إلى أن قيادات القوات المهاجمة كانت حريصة في المقابل على اللقاء بهم وإعطائهم العهود والمواثيق بأن الحل سيكون سلميا.
    وفي فجر يوم الأحد الماضي انطلقت العملية العسكرية التي سميت باسم «فجر ليبيا» أو «قسورة»، يقودها صلاح بادي وعدد من أمراء الكتائب التابعة لدرع الوسطى ودرع الغربية والقوة الوطنية المتحركة والقوة الرابعة وفرسان جنزور، إضافة إلى غرفة عمليات ثوار ليبيا التي يقودها عضو تنظيم القاعدة شعبان هدية الملقب بـ«أبي عبيدة الزاوي»، والذي اعتقلته السلطات المصرية في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي مما أثار مشكلة دبلوماسية بين ليبيا ومصر.
    وطبقا لرواية المصدر، فقد بدأت العملية بمهاجمة مطار طرابلس من ثلاثة محاور، أحدها المحور الشمالي ويتقدمه عبد الغني الكلي أحد قيادات اللجنة الأمنية العليا، والمحور الشرقي ويتقدمه صلاح بادي أو «قسورة» كما أطلق على نفسه، على رأس قوة مكونة من كتائب المرسى وحطين التابعة لقوات درع الوسطى. وأضاف «الهجوم على المطار كان مباغتا والقوة المتمركزة بالمطار لم تكن بذلك الحجم الذي يمكنها من التصدي حيث لم يتجاوز عدد أفرادها الخمسين مقاتلا مقابل عدد أكثر من 300 شخص كانوا في صفوف المهاجمين، إلا أن عامل الخبرة القتالية والأرض المفتوحة أسهم بشكل كبير في دحر القوات المتقدمة على المحورين الشرقي والجنوبي وطردها إلى مسافة أكثر من 10 كيلومترات وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح، حيث وصل عدد القتلى في صفوفهم إلى نحو 25 شخصا من بينهم آمر إحدى الكتائب المهاجمة والتي لجأت إلى استعمال القصف بالجراد والهاون لتأمين انسحابها ومنع كتيبة حماية المطار من مطاردتهم. وقد تسبب القصف العشوائي الذي وقع على منشآت المطار في أضرار جسيمة بالعديد من وحدات المطار.
    وأوضح أن الهجوم على المطار وانسحاب القوة المهاجمة بدأ في تمام الساعة السادسة صباحا، وانتهى بحلول العاشرة، حيث تمكنت كتيبة أمن المطار من استعادة توازنها وسيطرتها على الوضع. وتابع «في تمام الساعة التاسعة صباحا ومع ازدياد الخسائر في صفوف القوى المهاجمة للمطار، تحركت قوات تابعة لما يعرف بغرفة عمليات ثوار ليبيا وبإسناد من القوة الوطنية المتحركة وكتيبة فرسان جنزور ودرع الغربية، بقوة إجمالية تقدر بنحو من 800 إلى 900 فرد وعدد أكثر من 100 آلية عسكرية متنوعة، للهجوم على معسكر اللواء الأول مشاة أو ما يعرف بلواء القعقاع عبر استغلال ضعف التحصينات الخلفية للمعسكر وكونه محاطا بمزارع تجعل عملية التسلل إليه أكثر سهولة».
    وبالفعل تمكنت القوة المهاجمة من مباغتة الموجودين بالمعسكر وتم تركيز قوة نيرانية كثيفة جدا حيث استُعملت في الهجوم المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون وراجمات الصواريخ، واستُعملت كذلك بعض السيارات المفخخة لتفجير أسوار ومداخل المعسكر. واستمرت المعركة لنحو خمس ساعات تمكنت خلالها قوات اللواء الأول من دحر المجموعات المعتدية وذلك بفضل الحرفية العسكرية والدعم الذي توالى وصوله تباعا من قوات تابعة لمدينة الزنتان ومدن أخرى أعلن فيها نداء النفير العام.
    وتابع «تكبدت المجموعات المهاجمة أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى كونها مجموعات غير نظامية، وقدر إجمالي ضحاياها بنحو 150 ما بين قتيل وجريح، وما يلفت الانتباه أن من قادوا العملية وأغلبهم ينتمون للتيار الإسلامي تبنوا في هجومهم الخطة التقليدية التي يتم استعمالها غالبا من قبل الجماعات الإسلامية للسيطرة على المعسكرات والمنشآت الحيوية، وهي خطة مشابهة لما حصل عند انطلاقة الثورة في ليبيا قبل ثلاث سنوات، أو كما حصل في مصر والعراق من مهاجمة لمعسكرات الجيش، وتقضي بالهجوم بقوة وفي حركة خاطفة واستعمال كثافة نيرانية تفوق ما هو موجود لدى القوات المتمركزة بهذه المعسكرات.
    وخلص المصدر إلى القول إن الإعلام لعب دورا مهما في حسم المعركة، حيث سوقت قناة «النبأ» التي يقال إنها مملوكة للقيادي بالجماعة الليبية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج للعملية على أنها عملية وطنية تقودها قوة أطلقت عليها قوة أمن واستقرار ليبيا، في حين أن القوات التي كانت على الأرض وفق ما نقله شهود عيان كانت قوات غير نظامية تقودها قيادات إسلامية وقوامها شباب يتم التغرير به بدعاوى الحرب على الكفار ونصرة الدين وما إلى ذلك، كما كان للإعلام دوره المهم أيضا في حشد الإمدادات اللازمة لدعم القوات الموجودة في معسكرات القعقاع والصواعق والمدني.