اخبار مصر

اخبار الرياضة

علوم و تكنولوجيا

دفاع قاده إلى النهائي.. لأرجنتين: وهجوم عجز عن الفوز باللقب العالمي الثالث


الألمان يشيدون بأداء وصيفهم وصموده المذهل.. وأنصار التانغو متفائلون بشأن مستقبل منتخبهم

 
لندن: «صحيفة النداء»
رغم هزيمته في المباراة النهائية للبطولة، لم تستطع خيبة الأمل التي شعر بها المنتخب الأرجنتيني وأنصاره التغطية على الإنجاز الذي حققه الفريق في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، حيث حقق الفريق في هذه البطولة أكثر مما كان متوقعا. وفشل المنتخب الأرجنتيني (راقصو التانغو) في الفوز بلقبه العالمي الثالث، لكن الهدف الذي سجله الألماني ماريو غوتزه في مرمى المنتخب الأرجنتيني بالوقت الإضافي لم يكن كافيا ليخفي حقيقة مهمة وهي أن المونديال البرازيلي شهد تأهل التانغو الأرجنتيني إلى المربع الذهبي للمرة الأولى في بطولات كأس العالم منذ 24 عاما.

وكان المنتخب الأرجنتيني في طريقه إلى تسديد ركلات الترجيح في المباراة النهائية للبطولة على استاد «ماراكانا» الأسطوري بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، لكن غوتزه سجل هدف الفوز 1/صفر لألمانيا في الدقيقة 113، قبل سبع دقائق فقط من انتهاء الوقت الإضافي للمباراة. ورغم خيبة الأمل الكبيرة التي وضحت على راقصي التانغو وأنصارهم، أعاد المونديال البرازيلي جزءا كبيرا من كبرياء الكرة الأرجنتينية. وبدأ المنتخب الأرجنتيني المونديال كفريق يعتمد على لاعب واحد هو المهاجم الشهير ليونيل ميسي لكنه أنهى مسيرته في البطولة كفريق متماسك صلد، وكان الأمل هو أن ينجح ميسي أو زميلاه المهاجمان غونزالو هيغوين وسيرخيو أغويرو في هز الشباك لاستكمال العمل الرائع لخط الدفاع المتميز بالفريق.

وأحرز منتخب الأرجنتين ثاني لقبيه في بطولات كأس العالم خلال مونديال 1986 بالفوز 2/3 على نظيره الألماني في المباراة النهائية، لكن آخر مشاركة للتانغو في نهائي المونديال كانت في النسخة التالية عام 1990 بإيطاليا وانتهت بفوز المنتخب الألماني على نظيره الأرجنتيني 1/صفر. وفي النسختين الماضيتين عامي 2006 بألمانيا و2010 بجنوب أفريقيا، خسر المنتخب الأرجنتيني أمام نظيره الألماني في دور الثمانية للبطولة. وخسر التانغو مجددا أمام «المانشافت» في نهائي المونديال البرازيلي الأحد الماضي، بعدما أهدر ميسي وزملاؤه العديد من الفرص الجيدة التي سنحت للفريق الأرجنتيني. لكن التقييم الإجمالي للمشاركة الأرجنتينية في المونديال البرازيلي يبدو إيجابيا بشكل كبير.

وقال سيرخيو روميرو (27 عاما)، حارس مرمى الفريق، الذي يستطيع مثل زميله ليونيل ميسي (27 عاما) قائد المنتخب الأرجنتيني المشاركة في بطولة كأس العالم القادمة عام 2018 في روسيا «كان هدفنا إعادة بلدنا إلى الصفحات الأولى لكرة القدم العالمية. أعتقد أننا حققنا هذا، ويمكننا الاستمرار في تحقيق هدفنا». وتعرض روميرو لانتقادات عنيفة بعدما ظل على مقاعد البدلاء في فريقه موناكو الفرنسي على مدار الموسم الماضي، لكنه رد الجميل إلى مدربه أليخاندرو سابيلا المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني على الثقة به حيث قدم روميرو عروضا رائعة في المونديال البرازيلي. وعانى الدفاع الأرجنتيني من اهتزاز المستوى وعدم الاستقرار على مدار سنوات قبل مشاركة الفريق في المونديال البرازيلي، واستمر هذا أيضا خلال مباريات الفريق بمجموعته في الدور الأول للمونديال، لكن سابيلا وجد الحل أخيرا من خلال الدفع بالثنائي إيزكويل غاراي ومارتن ديميكيليس في مركزي قلب الدفاع، علما بأن ديميكيليس كان مستبعدا من صفوف الفريق لسنوات وحتى قبل بدء المونديال البرازيلي بفترة قصيرة للغاية. وتخلى سابيلا عن تمسكه باللاعب فيرناندو غاغو في وسط الملعب وأشرك مكانه لوكاس بيغليا إلى جوار خافيير ماسكيرانو. كما أدى إنزو بيريز بشكل جيد منذ أن بدأ مشاركاته مع الفريق في دور الثمانية بعد إصابة أنخيل دي ماريا.

وبهذا أثبت سابيلا ودفاع الفريق أنهما على قدر المستوى والتحدي. لكن رباعي الهجوم القوي ميسي ودي ماريا وأغويرو وهيغوين لم يكونوا بنفس المستوى المتوقع منهم باستثناء دي ماريا الذي غاب عن صفوف الفريق في قبل النهائي والنهائي.

وكان تراجع أداء ميسي وأغويرو وهيغوين عن المتوقع منهم سببا في فشل التانغو في الفوز بلقبه العالمي الثالث. ورغم هذا، أصبح المونديال البرازيلي بمثابة قاعدة صلبة يستطيع التانغو الأرجنتيني البناء فوقها، حيث اكتسب الفريق ثقة كبيرة من مشاركته في هذه البطولة واجتاز العديد من العقبات، كما تطور مستوى الفريق على المستوى الجماعي وعاد إلى ارتباطه الوثيق بالجماهير التي حرصت على تشجيعه بحرارة في المدرجات أو خارج الملاعب.

ولم يستطع ميسي إخفاء شعوره بخيبة الأمل بعد خسارة فريقه المباراة النهائية لبطولة كأس العالم. وقال ميسي خلال استقبال الرئيسة الأرجنتينية كريستينا فرنانديز كيرشنر لمنتخب البلاد في مقر اتحاد الكرة الأرجنتيني «كنا نود الفوز ببطولة كأس العالم.. لقد بذلنا كل ما في وسعنا لكننا لم نتمكن من تحقيق هذا الهدف.. سعينا إلى إسعاد جماهير البلاد.. نأمل أن نستمر في إسعادهم». وأضاف الساحر الأرجنتيني الفائز بلقب أفضل لاعب في المونديال والحائز على جائزة الكرة الذهبية «لقد أصبحنا فريقا رائعا وأكثر قوة من ذي قبل.. أود أن أشكر الجماهير على هذا الاستقبال.. أشكركم على المساندة».

لكن المشكلة التي تلوح في الأفق أن مستقبل سابيلا مع الفريق يبدو مهددا حيث قال وكيل المدرب إن سابيلا سيترك تدريب الفريق بعد المونديال لأنها «نهاية دورة»، لكن سابيلا لم يؤكد هذا بعد انتهاء المباراة النهائية للمونديال. وقال سابيلا «الآن، سأحصل على الراحة. لن أقول أي شيء لأنه ليس لدي ما أقوله». وبزغ اسم خيراردو مارتينو، المدير الفني السابق لبرشلونة الإسباني، كمرشح بارز لخلافة سابيلا في تدريب التانغو، لكن العمل تحت قيادة مدرب جديد قد يدفع الفريق اضطراريا إلى بعض التغييرات والتعديلات. واعترف أغويرو «إذا رحل سابيلا عن تدريب الفريق، ستكون صدمة مزدوجة».

وبعد شهور من الأداء المتواضع في صفوف برشلونة، ودع ميسي المونديال البرازيلي أيضا دون الفوز باللقب الكبير الوحيد الغائب عن مسيرته الكروية الرائعة والحافلة بالإنجازات، وهو ما أكده اللاعب نفسه رغم فوزه بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في المونديال البرازيلي. واعترف ميسي «حتى الآن، لا أبالي كثيرا بالجائزة. أردت فقط رفع كأس البطولة». وقد يحصل ميسي على فرصة أخرى بعد أربع سنوات من خلال المونديال المقبل عام 2018 في روسيا. لكنه حتى الآن، ما زال متأخرا بخطوة في قائمة عظماء اللعبة خلف مواطنه دييغو مارادونا الذي قاد المنتخب الأرجنتيني للفوز بلقب مونديال 1986 بالمكسيك وبلقب الوصيف في المونديال التالي عام 1990 بإيطاليا.

من جانبه، أشاد الألماني فرانز بيكنباور، الفائز بلقب بطولة كأس العالم مع منتخب بلاده كلاعب ومدرب، «بالصمود المذهل» الذي أبداه المنتخب الأرجنتيني أمام ألمانيا في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2014. وقال بيكنباور «كل التقدير للمنتخب الأرجنتيني رغم الهزيمة.. لقد خاضوا مباراة صعبة أمام المنتخب الهولندي امتدت إلى الوقت الإضافي ثم إلى ركلات الترجيح، بالإضافة إلى أنهم لم يتمتعوا بالوقت الكافي للتعافي حتى المباراة النهائية (يوم أقل عن المنتخب الألماني).. الأرجنتينيون أبدوا كفاحا رهيبا أمام ألمانيا». واعترف القيصر بأنه كان يخشى ألا تتمكن ألمانيا من الفوز باللقب وهو ما كان سيعتبر «انتكاسة قوية» بعد الفوز الكاسح الذي حققه منتخب الماكينات (1/7) على نظيره البرازيلي في الدور قبل النهائي من البطولة. وأكد بيكنباور الذي قاد المنتخب الألماني للفوز بكأس العالم عام 1990 عقب تغلبه على المنتخب الأرجنتيني بهدف نظيف في المباراة النهائية أن ألمانيا استحقت عن جدارة التتويج باللقب العالمي.

من جهته، يعتقد الأرجنتيني سيزار لويس مينوتي، المدير الفني الفائز بلقب كأس العالم عام 1978 مع منتخب بلاده، أن ألمانيا استحقت التتويج بلقب بطولة كأس العالم 2014. وقال مينوتي في مقاله الحصري لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) «لقد فاز الأفضل، لكن على الأرجنتينيين أن يشعروا بالرضا لكونهم بذلوا مجهودا كبيرا وكانوا منافسين حقيقيين». وأرجع المدير الفني المخضرم الإنجاز الذي حققه المنتخب الألماني إلى فكرة «تطوير المستوى الفني مع مرور الوقت». واختتم مينوتي، الذي تولى الإدارة الفنية للمنتخب المكسيكي ونادي برشلونة الإسباني والعديد من الفرق الأخرى، قائلا «أرحب بالبطل الجديد للعالم، لكن ما يؤلمني هو أنه أصبح كذلك على حساب الأرجنتين».